خلفت حالة الفوضى التي تسبب فيها مجموعة من سائقي سيارات الأجرة الصغيرة على مستوى العاصمة الرباط وهم يتدخلون لتوقيف أحد سائقي سيارات النقل عبر التطبيقات الذكية حالة من الغضب والاستياء في صفوف نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، وكذا المهنيين المؤيدين لاستعمال التطبيقات التكنولوجية في النقل.
وأثار فيديو تم تداوله لبعض سائقي سيارات الأجرة الصغيرة بالرباط وهم يقومون بمحاولة “براكاج” لسائق إحدى السيارات الخاصة المستعملة في النقل الذكي استياء كبيرا، خصوصا أن الواقعة تشكل خطرا على سلامة السائقين ومستعملي الطريق.
ولم يستسغ رواد مواقع التواصل الاجتماعي هذا الأسلوب غير القانوني الذي يبرز حجم الفوضى التي صار بعض المنتسبين لقطاع سيارات الأجرة يتسببون فيها، وتتكرر بشكل مستمر، وآخرها ما شهدته مدينة الدار البيضاء أمام مرأى مسؤول روسي، ما تسبب في اعتقال أحد المتهمين في القضية.
وعجلت هذه الوقائع برفع الكثير من الفعاليات نداءات إلى السلطات المختصة من أجل العمل على تقنين النقل بواسطة التكنولوجيا، من أجل القطع مع مثل هكذا ممارسات، إلى جانب مسايرة التطور الذي يعرفه القطاع، خصوصا أن المغرب مقبل على احتضان تظاهرات عالمية.
وأوضح سمير فرابي، الأمين العام للنقابة الديمقراطية للنقل، أن “ظاهرة اعتراض سائقي النقل عبر التطبيقات غير مقبولة، على اعتبار أنها تشكل انتهاكا صارخا للقانون وإضرارا بالمصلحة العامة”، موردا أن “هذه الأفعال التي يقوم بها بعض المنتسبين لقطاع سيارات الأجرة في الشارع العام، وتتسم بالفوضى وأحيانا بطريقة استعراضية أشبه بمشاهد ‘هوليودية’، لا تمثل جميع سائقي سيارات الأجرة، بل هي سلوكيات فردية تسيء إلى القطاع ككل وتشوه صورته أمام الرأي العام”.
واستنكر الفاعل النقابي المدافع عن استعمال التطبيقات الذكية في النقل هذه التصرفات، معتبرا إياها “تعكس غياب الوعي بالقانون واحترامه؛ فالاعتداء على سائقي التطبيقات أو اعتراض سبيلهم يعرض أمن وسلامة المواطنين للخطر، ويخلق حالة من الفوضى في الشارع العام”، ومضيفا أن “هذه التصرفات لا تمت بصلة إلى أخلاقيات العمل المهني، ولا تمثل السواد الأعظم من سائقي سيارات الأجرة الملتزمين بالقانون”.
ودعا المتحدث في هذا الصدد الحكومة إلى “اتخاذ خطوات عاجلة لتسريع إجراءات تقنين النقل عبر التطبيقات الذكية، لما له من فوائد اقتصادية واجتماعية، وذلك بالنظر إلى كون هذا النمط من النقل أصبح مطلبا، لأنه يساعد المواطنين على التنقل بسهولة وأمان، ويوفر فرص عمل للشباب العاطلين، ويشجع الاستثمارات الأجنبية في البلاد”.
وأردف فرابي بأن “المملكة، في ظل الدينامية التي تعرفها على جميع الأصعدة، وبالنظر إلى كونها مقبلة على احتضان تظاهرات عالمية، حيث ستستقبل زوارا يستعملون التكنولوجيا في تنقلاتهم، ينبغي أن تكون في مستوى الصورة التي يحملها المعنيون عنها، والعمل على تقنين هذا الأسلوب في النقل”.
وكانت مصالح الأمن بالرباط عملت يوم الخميس على توقيف خمسة أشخاص، وذلك للاشتباه في تورطهم في السياقة الخطيرة وتعريض مستعملي الطريق للخطر، وحجز السيارات المستعملة في ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية وإيداعها المحجز البلدي.
وتم الاحتفاظ بالموقوفين تحت تدبير الحراسة النظرية، رهن إشارة البحث القضائي الذي تشرف عليه النيابة العامة المختصة؛ وذلك لكشف جميع ظروف وملابسات هذه القضية.
تعليقات