اشتعلت التوترات بين قوات حركة طالبان والسلطات الباكستانية خلال الساعات الماضية، استمرارً لتوترات التي بدأت منذ سنوات.
طالبان تهاجم باكستان
أكدت وزارة الدفاع الأفغانية، اليوم السبت، أن قوات حركة طالبان استهدفت نقاط من دولة باكستان، مشيرة إلى أن ذلك يأتي ردًا على الغارات الجوية التي شنتها إسلام آباد الأسبوع الماضي.
وأوضحت الوزارة أن الضربات نُفذت “وراء الخط الافتراضي”، وهو الـ تعبير الذي تستخدمه السلطات الأفغانية للإشارة إلى الحدود مع باكستان التي نشأ الخلاف عليها، ولم تذكر اسم باكستان في البيان.
ونجحت قوات طالبان في الاستيلاء على عدة نقاط تفتيش على طول الحدود الأفغانية الباكستاني، ما أدى إلى اشتباكات عنيفة بين القوات الباكستانية، ومقتل 19 جنديًا باكستانيًا، و3 جنود أفغانيين.
وقال بيان الوزارة: «جرى استهداف عدة نقاط وراء الخط الافتراضي، تمثل مراكز ومخابئ للعناصر الشريرة وأنصارهم الذين نظموا ونسقوا الهجمات في أفغانستان، في الاتجاه الجنوبي الشرقي للبلادۚ».
وسُئل المتحدث باسم الوزارة هل البيان يشير إلى باكستان، فردَّ قائلًا: «نحن لا نعتبرها أراضي باكستانية، وبالتالي، لا يمكننا تأكيد المكان، لكنها كانت على الجانب الآخر من الخط الافتراضي».
تفاصيل الصراع بين أفغانستان وباكستان
يعد الصراع بين أفغانستان وباكستان من أبرز النزاعات الإقليمية التي تؤثر على استقرار منطقة جنوب آسيا، حيث يمتد هذا الصراع لعقود.
ويشمل الصراع بين أفغانستان وباكستان مجموعة من القضايا المعقدة التي تشمل الحدود، والأمن، والسياسة، والهويات الثقافية، حيث ظل هذا النزاع صدرًا رئيسيًا للتوتر بين البلدين على مدار سنوات.
ويعد الصراع على حدود “دوراند” من أبرز القضايا التي تثير النزاع بين أفغانستان وباكستان وهي الحدود التي حددتها الإمبراطورية البريطانية لتفصل بين أفغانستان وباكستان.
اقرأ أيضًا: صمت دول الغرب جريمة.. رئيس وزراء باكستان: دعمنا الكامل لجهود وقف إطلاق النار الفوري بغزة ولبنان
ولم تعترف الحكومة الأفغانية بهذه الحدود، لأنهم يرون أن هذه الحدود تم فرضها عليهم بالقوة دون موافقتهم، مما أدى إلى مطالبات متكررة منهم بتعديلها أو إلغائها.
ويعيش سكان المناطق الحدودية في البلدين في بيئة من النزاع المستمر، حيث يُعقد هذا الخلاف على الحدود التي تمتد عبر مناطق قبلية على جانبيها.
ومن الأسباب التي تؤدي إلى احتدام الصراع بين باكستان وأفغانستان، حيث كانت باكستان تدعم الأفغان ضد القوات السوفيتية، خلال الحرب السوفيتية، من خلال تقديم الأسلحة والمساعدات.
وبعد انسحاب القوات السوفيتية، تدهورت العلاقات بين باكستان وأفغانستان بسبب ظهور حركة طالبان المدعومة من باكستان، ما تسبب في تعزيز النفوذ الباكستاني في أفغانستان، والذي تطور إلى توترات وصراعات مستمرة على الأراضي والنفوذ.
ومن أسباب الصراع القائم بين أفغانستان وباكستان استمرار التحديات الأمنية والإرهابية بين البلدين بسبب وجود مجموعات مسلحة عبر الحدود، مثل طالبان وتنظيم القاعدة، اللذان استفادا من التضاريس الوعرة على الحدود بين البلدين.
وتتهم كل بلد الأخرى بإيواء الجماعات الإرهابية، حيث تتهم باكستان الحكومة الأفغانية بأنها تسمح للمجموعات المسلحة بالعمل انطلاقًا من أراضيها، بينما أفغانستان تتهم باكستان بدعم هذه الجماعات وتوفير ملاذات آمنة لها.
وتلعب أزمة اللاجئين دور بارز في الصراع الدائر بين أفغانستان وباكستان، حيث استضافت باكستان ملايين اللاجئين الأفغان الهاربين من الحروب والصراعات في أفغانستان.
ونشأت صراعات اجتماعية واقتصادية داخل باكستان بسبب الضغط على مواردها، مع زيادة أعداد اللاجئين، ما أدى إلى نشوء توترات إضافية بين البلدين.
ويأتي سبب الصراع أن باكستان ترى أن هؤلاء اللاجئين يشكلون عبئًا على اقتصادها وأمنها، وتعتبر الحكومة الأفغانية أن اللاجئين هم جزء من تاريخها وحضارتها المشتركة مع باكستان.
تعليقات