بعد مرور 14 عامًا على ثورة 25 يناير، لا يزال هناك من يقبع في السجون ظلمًا، يدفع ثمنًا باهظًا لتمسكه بمبادئ الحرية والعدل. 14 عامًا وما زلنا نرفع أصواتنا مطالبين بحرية من سُجنوا لأنهم حلموا بمستقبل أفضل، لأنهم دعوا إلى أبسط حقوق الإنسان.
لقد كانت ثورة 25 يناير أعظم لحظة في تاريخنا الحديث، لحظة أعلنا فيها أننا نريد العيش بكرامة، ونحلم بالعدالة الاجتماعية والحرية.
خضنا فيها كل الأساليب السلمية وكل المحاولات لانتزاع حرية المظلومين الذين دُمرت حياتهم وحياة أسرهم خلف القضبان دون ذنب.
إن التعبير عن الرأي ليس جريمة تستوجب العقاب. لا يمكن لأي قانون أن يعيد ما فقده هؤلاء من أعوام، ولا يستطيع أحد أن يعوضهم عن ما تعرضوا له من معاناة وظلم. ومع ذلك، لا يزال لدينا أمل في أن تُفتح الأبواب وتعود الحرية لكل مظلوم.
فخورون بثورة يناير، التي لامسنا فيها نسيم الحرية وأسمعنا فيها العالم صوتنا ونحن نطالب بأبسط حقوق الإنسانية. لا أظن أن أحدًا شارك في الثورة يمكنه أن ينسى من لا يزالون في السجون، أو يتجاهل معاناتهم.
لو عاد الزمن بي إلى الوراء، لاخترت كل خطوة مشيتها وكل كلمة قلتها، ولتشبثت بكل القيم التي علمتنا إياها تلك اللحظة التاريخية. كنت سأصرخ مرة أخرى بأعلى صوتي: “عيش، حرية، عدالة اجتماعية”.
لا يمكن أن أنسى من كانوا بجانبي، ولا تلك المشاعر الإنسانية النبيلة، ولا نظرات الإصرار التي تحمل الأمل والتحدي في آن واحد. صوتنا الذي بحّ ونحن نصرخ “حرية”، سيبقى خالدًا في ذاكرتنا، وكل نظرة مليئة بالكلمات التي لا تحتاج إلى تفسير، ستظل محفورة في قلوبنا.
كل عام وأنتم بخير، وكل عام ويناير يذكرنا بأن الحرية والكرامة هي حق لا يمكن التفريط فيه.