جمود “المجلس الوطني للطائفة العبرية” يذكي انتظارات المغاربة اليهود

كشفت الطائفة اليهودية بالمغرب عن استمرار “انتظاراتها واستفساراتها” بخصوص وضع لائحة الناخبين الخاصة بها، وكذا تاريخ الاقتراع لانتخاب أعضاء المجلس الوطني للطائفة اليهودية المغربية واللجان الجهوية التابعة له، باعتبارها “إجراءات متأخرة” منذ شتنبر 2023 عندما قررت وزارة الداخلية رسميّا تأجيل العملية إثر الزلزال المدمر الذي ضرب بعض مناطق المملكة يوم 8 من الشهر نفسه.

قرار وزارة الداخلية رقم 2300.23 الصادر في 12 شتنبر 2023 نص على تأجيل هذه الانتخابات إلى “تاريخ لاحق يُحدد بمقرر لوزير الداخلية قبل انصرام أجل ثلاثة أشهر يبتدئ من يوم 29 أكتوبر 2023″، وهو اليوم الذي كان مقرراً أن تُجرى فيه الانتخابات، وفق القرار السابق للوزارة رقم 2270.23؛ غير أنه رغم مرور سنة وبضعة أشهر تُصرح الطائفة بأنها “لا تتوفر على أي معطيات يقينية حول العملية” وبأن “الموضوع لا جديد فيه”.

استفسارات راهنية

جاكي كادوش، رئيس الطائفة اليهودية بجهة مراكش آسفي، قال إن “الطائفة اليهودية تنتظر وزارة الداخلية لتدبير الموضوع مجددًا، ومعرفة الكيفية التي ستنظم وفقها هذه الانتخابات”، مضيفًا أن “المغاربة اليهود أعربوا عن سعادتهم الكبيرة بهذه الخطوة التي تعدّ بمثابة إسناد ملكي للمكون العبري”، وزاد: “الجانب المؤسساتي مهم لخدمة الطائفة، طبعا في إطار وطني يحتضن الجميع ويضمن التعايش للجميع. هكذا كان بلدنا دائما”.

كادوش، الذي تحدث لهسبريس باسم الطائفة اليهودية التي يمثلها، اعتبر أن “تأجيل الاستحقاقات بعد الزلزال الذي ضرب مجموعة من المناطق كان مفهوما”، مشدداً على “ضرورة التفكير في برمجتها مجدداً لتدبير شؤون المغاربة المعتنقين للديانة اليهودية”، وتابع: “عموماً هي مازالت فكرة مطروحة ولا تعكس خطوة التأجيل تخلّي السلطة عنها، بقدر ما تحتاج إلى تفسيرات متتالية من أجل الفهم المستمر والاطلاع المتواصل على المستجدات التي يعرفها الملف”.

وبالنسبة للمتحدث ذاته فإن “العملية تطرح بعض الصعوبة في التنفيذ، بالنظر إلى الانتشار المتباين لليهود بين جهة وأخرى داخل التراب الوطني”، مشيراً إلى “تركز غالبيتهم في منطقة الدار البيضاء”، وأورد: “لم يبقَ الكثيرون عموماً في المملكة بحكم إقامتهم في بلدان أجنبيّة، غير أن الكثيرين منهم، حتى المقيمين في المهجر، يُبدون حماساً كبيرا لعملية الانتخابات باعتبارها منهجية متقدمة بالمقارنة مع بلدان كبيرة، وهذا نتيجة الرعاية الملكية”.

معطيات متناثرة

من جانبها قالت سوزان هروش، مغربية يهودية، إن “المغاربة اليهود ظلوا ينتظرون انتهاء المدة التي حددتها وزارة الداخلية لمعرفة التوقيت المحدد الجديد للانتخابات”، مشيرة إلى أنه “منذ تلك الفترة تبدو تكهنات ثم تخفت بحكم غياب معطى يقيني أو وثيقة رسمية يمكن الارتكاز عليها في هذا النقاش الأساسي بالنسبة للمواطنين المغاربة المعتنقين للديانة اليهودية”، وزادت: “يتم تداول معطيات داخل الطائفة اليهودية عن أن الانتخابات اقتربت، ولا نعرف التفاصيل”.

هروش اعتبرت في حديثها لهسبريس أن “الانتخابات ضرورية لكونها تدبيراً متطورًا لملف التعددية التي يحرص الملك محمد السادس على حمايتها”، مضيفةً أن “سلطات الإدارة لديها تصوّرها لتدبير الموضوع، لكن المجلس سيكون ضروريا ليضمن لليهود بشكل عام مخاطبًا مؤسّساتيّا واحدًا داخل التراب الوطني كلما ظهرت مطالب أو ملفات عاجلة متصلة بالشأن العبري وطنيا، وسيضمن تدبيراً شموليّا على المستوى الترابي”.

ويعد المجلس الوطني للطائفة اليهودية المغربية شقا مؤسساتيا وردت تفاصيله في الظهير الملكي رقم 64.22.1 الصادر في 24 أكتوبر 2022، والمنشور بالجريدة الرسمية عدد 7140 بتاريخ 3 نونبر 2022، وينص على وجود اهتمام بـ”إقامة هيئات تمثيلية وتنظيمية مسايرة لواقع الطائفة اليهودية المغربية”، في أفق أن تصبح “على المدى المتوسط بمثابة أداة ناجعة لحفز وتشجيع المواطنات والمواطنين المغاربة من الديانة اليهودية المقيمين بالخارج على العودة إلى وطنهم الأم”.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *