ارتفاع معدل البطالة بين السعوديين.. ماذا يعني ذلك للاقتصاد؟

ارتفاع معدل البطالة بين السعوديين.. ماذا يعني ذلك للاقتصاد؟

في تقرير حديث صادر عن الهيئة العامة للإحصاء، ارتفع معدل البطالة بين السعوديين بنهاية الربع الثالث من العام الجاري 0.7 نقطة مئوية، ليصل إلى 7.8%، مقارنة بأدنى مستوى له على الإطلاق في الربع الثاني البالغ 7.1%.

ومع ذلك، يبقى هذا المعدل قريبًا من المستهدف المحدد في رؤية السعودية 2030 البالغ 7%، وهو ما يعكس التقدم المحرز في الاقتصاد السعودي رغم التحديات الحالية.

وهذا الارتفاع الطفيف في البطالة يعكس بشكل رئيسي ديناميكيات سوق العمل، مع النمو المستمر في القطاع غير النفطي وعودة الاقتصاد الكلي إلى النمو.

نمو القطاع الخاص واستهداف رؤية 2030

ويشير هذا الارتفاع في معدل البطالة إلى أن الاقتصاد السعودي لا يزال في مرحلة تحول، حيث يعول برنامج الإصلاح الاقتصادي السعودي على القطاع غير النفطي ليكون محركًا رئيسيًا في تنويع الاقتصاد.

وهذا التوجه يتماشى مع استراتيجية رؤية 2030، التي تهدف إلى تقليل الاعتماد على النفط وزيادة مساهمة القطاع الخاص في الاقتصاد.

ويلاحظ أن معدل البطالة المرتفع لا يعني بالضرورة فشل الاقتصاد في خلق وظائف جديدة، بل يعكس بشكل رئيسي زيادة عدد السعوديين المنضمين إلى سوق العمل، وهو ما يفوق أحيانًا عدد الوظائف الجديدة التي تم إضافتها في نفس الفترة.

ومن جانب آخر، تشير البيانات إلى ارتفاع عدد السعوديين العاملين في القطاع الخاص إلى مستوى قياسي بلغ 2.38 مليون موظف بنهاية الربع الثالث، بزيادة تصل إلى 60 ألف وظيفة جديدة مقارنة بالربع الثاني.

اقرأ أيضًا: أسعار الذهب في السعودية اليوم الثلاثاء 31 ديسمبر 2024.. معلومات تهمك

العوامل المؤثرة في ارتفاع البطالة

ويتوزع الارتفاع في معدل البطالة بين السعوديين بين الجنسين، حيث شهدت نسبة البطالة بين السعوديات زيادة بلغت 0.8 نقطة مئوية لتصل إلى 13.6%، في حين ارتفعت لدى الذكور بنسبة 0.7 نقطة مئوية لتصل إلى 4.7%.

وفي هذا السياق، يبرز ثلاثة عوامل رئيسية ساهمت في تحقيق تقدم ملحوظ في سوق العمل السعودي.

ويشكل تمكين المرأة أحد المحاور الرئيسية التي ساعدت في خفض البطالة بين السعوديين.

وفي عام 2016، كان معدل البطالة بين السعوديات يصل إلى 34.5%، وهو ما يوازي معدل البطالة بين الذكور في تلك الفترة.

واليوم شهد هذا المعدل انخفاضًا ملحوظًا بنسبة 20.9 نقطة مئوية، ليصل إلى 13.6%.

كما استمر الإنفاق الحكومي الضخم في دفع نمو القطاع غير النفطي، وبالأخص القطاع الخاص، حيث ساهم هذا الإنفاق في خلق العديد من الوظائف للمواطنين.

ومنذ إطلاق رؤية 2030، تم إضافة نحو 701 ألف وظيفة جديدة في القطاع الخاص، ليصل عدد السعوديين العاملين في هذا القطاع إلى 2.38 مليون مقارنة بـ1.68 مليون في عام 2016.

كما ساهمت برامج التوطين في تحفيز الشركات لتوظيف المواطنين السعوديين، ما ساعد في تقليل معدل البطالة وزيادة فرص العمل داخل السوق المحلي.

العاصمة السعودية الرياض

مشاركة السعوديين في سوق العمل

وتشير البيانات إلى زيادة ملحوظة في مشاركة السعوديين في القوى العاملة، حيث ارتفعت هذه النسبة بمقدار 0.7 نقطة مئوية لتصل إلى 51.5% بنهاية الربع الثالث من العام.

وعلى مستوى الجنسين، سجل معدل مشاركة الذكور 66.9%، بينما ارتفع معدل مشاركة السعوديات إلى 36.2%، وهو ما يتجاوز المستهدف السابق لرؤية 2030 البالغ 30%، وقريب من الهدف الجديد المحدد بـ 40%، والذي أعلنه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

البطالة على مستوى السكان

وعلى مستوى السكان بشكل عام، بما في ذلك السعوديين وغير السعوديين، ارتفع معدل البطالة بنسبة 0.4 نقطة مئوية ليصل إلى 3.7%.

كما ارتفع معدل البطالة بين غير السعوديين بنسبة 0.3 نقطة مئوية ليبلغ 1.4%.

اقرأ أيضًا: تراجع الاستثمار الأجنبي المباشر بالسعودية 24% في الربع الثالث من 2024

أساليب البحث عن عمل

وأظهرت البيانات أن المتعطلين السعوديين يستخدمون مجموعة متنوعة من أساليب البحث عن عمل، حيث سجلوا متوسطًا قدره 5 أساليب نشطة لكل باحث عن عمل.

وكان سؤال الأصدقاء أو الأقارب عن فرص التوظيف هو الأكثر استخدامًا بنسبة 87.7%، يليه التقدم مباشرة إلى أصحاب العمل بنسبة 75%، ثم استخدام المنصة الوطنية الموحدة للتوظيف (جدَارات) بنسبة 71.2%.

ويعكس تقرير الهيئة العامة للإحصاء الجهود الكبيرة المبذولة في تعزيز مشاركة السعوديين في سوق العمل، خاصة من خلال تمكين المرأة وزيادة فرص التوظيف في القطاع الخاص.

كما يظهر أن الاقتصاد السعودي يسير بخطى ثابتة نحو تحقيق أهداف رؤية 2030، رغم التحديات المستمرة في سوق العمل.

خريج كلية الإعلام جامعة القاهرة عام 2010، متخصص في الصحافة الثقافية والاجتماعية، شغوف برصد القصص الملهمة وتسليط الضوء على نجاحات الأفراد والمجتمعات.