زيلينسكي: حرب أوكرانيا ستنتهي بمجرد تولي ترامب السلطة
القاهرة (خاص عن مصر)- عبَّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن ثقته في أنه بمجرد تولي الرئيس المنتخب دونالد ترامب منصبه، يمكنه إنهاء حرب أوكرانيا وروسيا وإحلال السلام، وذلك في بيان يشير إلى تحول ملحوظ في موقف أوكرانيا تجاه الصراع الدائر مع روسيا.
وفقًا لتقرير نيوزويك، يأتي هذا التعليق مع اقتراب حرب أوكرانيا مع روسيا من عامها الرابع، ويتطلع الكثيرون إلى وعد ترامب بحل سريع.
تحول في المنظور.. من المواجهة إلى التفاوض
يُعد بيان زيلينسكي مهمًا، خاصة في ضوء خلافاته السابقة مع ترامب حول كيفية إنهاء الحرب. في وقت سابق، أعرب الزعيم الأوكراني عن قلقه بشأن التكاليف المحتملة للتفاوض مع روسيا بسرعة كبيرة، خوفًا من أن يعرض سلامة أراضي أوكرانيا واستقلالها للخطر.
ومع ذلك، تشير تصريحاته الأخيرة إلى تحول نحو نهج أكثر مرونة، مما يشير إلى أنه قد يكون الآن أكثر انفتاحًا على الحوار مع روسيا، وخاصة إذا أدى ذلك إلى السلام.
في رسالة الفيديو التي أرسلها بمناسبة العام الجديد، سلط زيلينسكي الضوء على مناقشاته السابقة مع كل من الرئيس جو بايدن وترامب، قائلاً: “ليس لدي أدنى شك في أن الرئيس الأمريكي الجديد يريد وسيتمكن من تحقيق السلام وإنهاء عدوان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين”.
وأضاف زيلينسكي أن ترامب يدرك أن السلام بين أوكرانيا وروسيا مستحيل دون معالجة العدوان من جانب الكرملين أولاً. وأكد أن هذه الحرب ليست مجرد صراع بل غزو كامل النطاق من قبل “دولة مختلة ضد دولة متحضرة”.
اقرأ أيضًا: هجرة الإسرائيليين تتضاعف عام 2024.. مخاوف بشأن رحيل العقول
خطة ترامب للسلام وجوانبها المثيرة للجدل
تتضمن خطة ترامب للسلام، التي كررها في عدة مناسبات، خطة لتجميد الصراع على الخطوط الأمامية وإنشاء منطقة منزوعة السلاح. بالإضافة إلى ذلك، تقترح خطة ترامب أن تحتفظ كل من أوكرانيا وروسيا بالسيطرة على الأراضي التي تحتلها حاليًا.
ومع ذلك، أعرب زيلينسكي سابقًا عن مخاوفه بشأن هذه الأفكار، خوفًا من أن يؤدي القرار المتسرع إلى إجبار أوكرانيا على التنازل عن سيادتها.
ومن بين العناصر المثيرة للجدال في خطة ترامب تأخير عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي لمدة تصل إلى عشرين عاما، وهو ما يراه زيلينسكي وبعض المسؤولين الأوكرانيين تنازلا كبيرا.
علاوة على ذلك، تتضمن الخطة نشر قوات حفظ سلام من الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة في أوكرانيا، وهو الاقتراح الذي قوبل بالتشكك في كل من أوكرانيا وروسيا.
وعلى الرغم من هذه الاختلافات، واصل فريق ترامب الانتقالي دفع فكرة إنهاء الصراع بسرعة. وقد ردد كيث كيلوج، وهو ملازم أول متقاعد رشحه ترامب لتسهيل محادثات السلام، موقف الرئيس المنتخب، مدعيا أن الحرب يمكن “حلها في الأشهر القليلة المقبلة”.
قد أثار هذا البيان الدهشة، حيث تساءل البعض كيف يمكن تحقيق مثل هذا الحل السريع دون تنازلات كبيرة من أوكرانيا.
دعوة زيلينسكي للقوة والمقاومة
في رسالته المصورة، ذكّر زيلينسكي زملاءه الأوكرانيين بأنه في حين لن يتم تسليم السلام إليهم بسهولة، يجب عليهم الاستمرار في القتال لضمان بقاء بلادهم. وأكد زيلينسكي على أهمية القوة، سواء في ساحة المعركة أو على طاولة المفاوضات، في تأمين مستقبل أوكرانيا.
قال زيلينسكي: “نحن نعلم أن السلام لن يُمنح لنا كهدية، لكننا سنفعل كل شيء لوقف روسيا وإنهاء الحرب، وهو ما يرغب فيه كل منا”، مؤكداً على رغبة الشعب الأوكراني في الحرية.
كما حذر زيلينسكي من مخاطر مفاوضات السلام المبكرة، قائلاً إنه حتى لو مدت روسيا يد السلام اليوم، فقد تستأنف الأعمال العدائية غدًا. وأشار إلى خوف روسيا من حرية أوكرانيا واستقلالها باعتباره عقبة رئيسية أمام السلام الدائم.
نظرة إلى المستقبل: ماذا يعني عودة ترامب لأوكرانيا؟
مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض في 20 يناير، يتركز الاهتمام الآن على مدى سرعة تنفيذه لوعده بإنهاء الحرب. تظل الحكومة الأوكرانية، على الرغم من تفاؤلها الحذر، مدركة أن تحقيق السلام لن يكون بسيطًا، خاصة بالنظر إلى تعقيدات الصراع الجاري والمصالح المختلفة للأطراف المعنية.
إن التحول في نبرة زيلينسكي قد يشير إلى مرحلة جديدة في الاستراتيجية الدبلوماسية لأوكرانيا، مع استعداد أكبر للمشاركة في المفاوضات. ومع ذلك، تظل النتيجة غير مؤكدة، ومن المرجح أن تستمر كل من أوكرانيا وروسيا في التعامل مع وجهات نظرهما المختلفة حول الشكل الذي ينبغي أن يبدو عليه السلام في المنطقة.
تعليقات