هل يمكن إنقاذ الاقتصاد العالمي عام 2025؟.. اتفاقية تجارة بين الولايات المتحدة والصين

القاهرة (خاص عن مصر)- مع استعداد دونالد ترامب لبدء ولايته الثانية كرئيس للولايات المتحدة، يتوقع العديد من الخبراء تصعيدًا كبيرًا في التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين قد تؤثر على الاقتصاد العالمي.

ووفقا لتقرير تليجراف، شهد مسار الحملة الانتخابية وصف ترامب للصين بأنها التهديد الأساسي للازدهار الأمريكي، مع وعود بفرض تعريفات جمركية باهظة على السلع الصينية – ربما تصل إلى 60٪.

وبالمثل، ردت بكين بإجراءات انتقامية، بما في ذلك قيود التصدير والتحقيقات التي تستهدف الشركات الأمريكية مثل إنفيديا.

يبدو أن الموقف يمهد الطريق لحرب تجارية شاملة بين أكبر اقتصادين في العالم، وهو احتمال من شأنه أن يعطل الأسواق العالمية بشكل عميق.

ومع ذلك، يقدم الكاتب الاقتصادي ماثيو لين وجهة نظر معاكسة: إمكانية “صفقة كبرى” بين الوتين، ووفقًا للين، فإن مثل هذه الصفقة لا يمكن أن تخفف التوترات فحسب، بل إنها توفر أيضًا شريان حياة للاقتصاد العالمي المثقل بعدم اليقين.

اقرأ أيضا.. تعثر جهود مكافحة التطرف والإرهاب في الجيش الأمريكي مع عودة ترامب

الواقع أن العواقب المترتبة على حرب تجارية مطولة بين الولايات المتحدة والصين وخيمة. فمعاً، تمثل الدولتان 43% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، ومن المرجح أن يؤدي صراع بهذا الحجم إلى إحداث كساد عالمي أشبه بالثلاثينيات.

يؤكد لين خطورة هذه العواقب المحتملة، مشيراً إلى أن صناع السياسات في مختلف أنحاء العالم يشعرون بالقلق بحق إزاء دوامة اقتصادية.

ورغم الخطاب القاسي من كلا الجانبين، يعتقد لين أن تسوية قد تنشأ، ويرجع هذا إلى حد كبير إلى نقاط الضعف الاقتصادية الحالية في الصين. وتواجه البلاد تباطؤ النمو، وتزايد الديون الداخلية، والتحديات الديموغرافية الكبيرة.

في الوقت نفسه، يظل انتقالها إلى اقتصاد يقوده المستهلك محفوفاً بالمخاطر، مع مؤشرات مثل ارتفاع عائدات السندات، والضغوط الانكماشية، وضعف اليوان، مما يزيد من محنة بكين.

الحافز الصيني الضعيف للتفاوض

تتفاقم التحديات الاقتصادية التي تواجهها الصين بسبب اعتمادها على الأسواق العالمية لدعم طموحاتها في الصناعات الناشئة.

لقد قامت البلاد باستثمارات كبيرة في قطاعات مثل المركبات الكهربائية والفضاء والتجارة الإلكترونية، مع سعي شركات مثل BYD وComac إلى منافسة عمالقة الغرب الراسخين.

إن الحرب التجارية المطولة التي تقيد الوصول إلى السوق من شأنها أن تجعل هذه الاستثمارات غير مجدية، وتهدد التقدم الذي أحرزته الصين على مدى العقود الأربعة الماضية.

يزعم لين أنه في ضوء هذه الحقائق، فإن الصين لديها كل الأسباب لملاحقة صفقة مع الولايات المتحدة، حتى لو تطلب الأمر تقديم تنازلات كبيرة.

كيف يمكن أن تبدو الصفقة؟

يتصور لين اتفاقًا محتملًا حيث توافق الصين على:

• فتح اقتصادها أمام عمالقة التكنولوجيا الأمريكية مثل جوجل وميتا وآبل.
• تعزيز الاستهلاك المحلي لتقليل فائضها التجاري مع الولايات المتحدة، والذي يتجاوز حاليًا 900 مليار دولار سنويًا.
• دمج اليوان في النظام المالي العالمي الذي يهيمن عليه الدولار، والاعتراف بمكانة الدولار كعملة احتياطية أساسية في العالم.

في المقابل، سترفع الولايات المتحدة تهديد التعريفات الجمركية، مما يسمح للشركات الصينية بمواصلة توسعها العالمي. في حين يتطلب هذا السيناريو تنازلات صعبة من بكين، يقترح لين أنه خيار عملي لحماية مكاسبها في الأمد البعيد.

دور ترامب كصانع للصفقات

يسلط لين الضوء أيضًا على سمعة ترامب كمفاوض، مشيرًا إلى أن قدرته على عقد الصفقات تتوافق مع النهج البراجماتي لبكين. إذا تم التوصل إلى مثل هذه الصفقة، فقد تكون بمثابة دفعة ضرورية للغاية لكلا الاقتصادين وتخفيف المخاوف من الركود العالمي الوشيك.

دفعة مفاجئة لعام 2025؟

في حين يعترف لين بأن الصفقة الكبرى بعيدة كل البعد عن أن تكون مضمونة، فإنه يؤكد أنها تظل نتيجة معقولة – وربما تحويلية.

بالنسبة للاقتصاد العالمي المتأرجح تحت وطأة التوترات الجيوسياسية، فإن الاتفاق بين الولايات المتحدة والصين قد يكون في الواقع المفاجأة الحاسمة لعام 2025، مما يجلب الاستقرار وآفاق النمو المتجددة.