مستقبل أسعار السلع الأساسية.. اتجاهات النفط والذهب والغاز والنحاس عام 2025

القاهرة (خاص عن مصر)- شهد العام الماضي اضطرابات كبيرة في أسواق وأسعار السلع الأساسية، مدفوعة بالصراعات الجيوسياسية وآفاق النمو العالمي المتقلبة. ومع قيام البنوك المركزية بزيادة احتياطياتها من الذهب، حطم المعدن الثمين الأرقام القياسية.

وفقا لتحليل صنداي تايمز، في الوقت نفسه، ارتفعت أسعار النفط إلى ما يزيد عن 90 دولارًا للبرميل وسط مخاوف من انقطاع الإمدادات بسبب الاضطرابات في الشرق الأوسط، لكنها انخفضت مع اقتراب حالة عدم اليقين الاقتصادي.

ارتفعت أسعار الغاز في أوروبا إلى أعلى مستوياتها في 12 شهرًا، مما زاد من إجهاد ميزانيات الأسر، في حين ظلت أسعار النحاس مرتبطة بالطلب الصناعي.

تعتمد توقعات هذا العام على التفاعل بين السياسة الأمريكية في ظل رئاسة ترامب المحتملة، وحركات أسعار الفائدة، وصحة اقتصاد الصين، أكبر مستهلك للنفط والمعادن الصناعية.

النفط: موازنة الإنتاج والطلب

أرجأت أوبك+، بقيادة المملكة العربية السعودية وروسيا، خطط استعادة 2.2 مليون برميل من إنتاج النفط اليومي حتى أبريل 2025، لتمتد الزيادة على مدى 18 شهرًا بدلاً من 12 شهرًا المخطط لها في البداية. ومع ذلك، تواجه هذه الخطوة معارضة من المنتجين من خارج أوبك، وخاصة الولايات المتحدة، التي من المتوقع أن تضيف 1.4-1.5 مليون برميل يوميًا، وفقًا لتوقعات من Argus Media ووكالة الطاقة الدولية.

وفي حين من المرجح أن يتعافى الطلب بشكل متواضع – مدفوعًا بالأسواق الناشئة – يظل المحللون حذرين. ويتوقع فرانسيسكو بلانش من بنك أوف أميركا أن ينخفض ​​سعر النفط إلى 65 دولارًا للبرميل بحلول نهاية العام، مشيرًا إلى ضعف الطلب الصيني على الوقود، والتحول إلى المركبات الكهربائية، والركود الاقتصادي المستمر بعد كوفيد-19. وقد يؤدي العودة إلى العقوبات الصارمة على إيران وفنزويلا في ظل إدارة ترامب إلى ارتفاع الأسعار.

اقرأ أيضًا: كيف حوَّل إيلون ماسك موقع أكس للمنصة الرئيسية لليمين العالمي؟

الذهب: ملاذ آمن في الأوقات المضطربة

كان ارتفاع الذهب غير المسبوق العام الماضي، والذي اقترب من 2800 دولار للأوقية، مدفوعًا بعدم اليقين الجيوسياسي، مما طغى على ارتباطه التقليدي بالسياسة النقدية. ويؤكد توم برايس من بانمور ليبيرم أن موضوعات الحرب هيمنت على أسعار الذهب على مدى السنوات الثلاث الماضية.

ومع توقع قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة، يظل الذهب جذابًا بسبب عائده الصفري. ويتوقع برايس متوسط ​​سعر 2450 دولارًا للأوقية لعام 2025، في حين يتوقع بنك أوف أميركا ارتفاعًا إلى 2750 دولارًا بحلول نهاية العام. وقد تتباطأ مشتريات البنوك المركزية، التي ارتفعت في عام 2024، مع تركيز الاقتصادات الناشئة على استقرار العملات مقابل الدولار الأقوى.

الغاز: توازن العرض والطلب الدقيق

بدأت أسعار الغاز الأوروبية، على الرغم من انخفاضها بشكل كبير عن ذروتها في أزمة 2022، في الارتفاع في أواخر العام الماضي بسبب نقص الإمدادات. ومن المتوقع أن يؤدي إنهاء صفقة العبور الروسية الأوكرانية وانخفاض مستويات التخزين في أوروبا إلى استمرار الضغوط الصعودية.

ويتوقع المحللون في أرغوس أن تبدأ أسعار الغاز الأوروبية في عام 2025 عند 46.24 يورو لكل ميجاواط/ساعة، ثم تنخفض إلى 40.22 يورو بحلول نهاية العام. ويتوقع بنك أوف أميركا ارتفاعاً محتملاً إلى 70 يورو في حالة الشتاء القاسي أو زيادة المنافسة من آسيا على الغاز الطبيعي المسال.

النحاس: نبض النمو الصناعي

تظل أسعار النحاس مرتبطة بصحة الاقتصاد الصيني، الذي أعاقه ركود قطاع العقارات وتباطؤ الاستهلاك المحلي. وفي حين قد تكثف بكين جهودها لتحفيز النمو، فإن الخبراء منقسمون بشأن تأثيره. ويتوقع ديفيد فايف من أرغوس أن تعزز الاستثمارات في الطاقة المتجددة والمركبات الكهربائية والسكك الحديدية عالية السرعة الطلب.

ومع ذلك، يحذر محللون مثل توم برايس من أن ارتفاع إمدادات النحاس على مستوى العالم قد يؤدي إلى قمع الأسعار. ويتوقع بانمور ليبيرم أن يتداول النحاس عند 8900 دولار بحلول منتصف عام 2025، مع توقع بنك أوف أميركا تعافيه في نهاية العام إلى 9500 دولار مع استقرار الدورات الاقتصادية.

التعامل مع حالة عدم اليقين

يعكس مسار أسعار السلع الأساسية في عام 2025 تفاعلًا معقدًا بين العوامل الجيوسياسية وسياسات البنوك المركزية والاتجاهات الاقتصادية.

في حين يعتمد التعافي في بعض القطاعات على أداء الصين، تظل السوق الأوسع عرضة للتحولات في السياسة الأمريكية ونشاط التصنيع العالمي. وفي خضم هذه الشكوك، يؤكد الخبراء على الدور الحاسم للاستراتيجيات التكيفية في التعامل مع مشهد السلع الأساسية المتقلب.