جاستن ترودو يستقيل من منصبه كرئيس وزراء كندا.. ثورة عيد الميلاد

القاهرة (خاص عن مصر)- أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو استقالته من منصبه كرئيس وزراء كندا وكزعيم للحزب الليبرالي بعد ضغوط متزايدة من نوابه.

وفقا لتقرير تليجراف، يأتي القرار وسط استياء واسع النطاق من ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وتفاقم أزمة الإسكان، وتراجع التأييد الشعبي.

ويشير رحيل ترودو إلى نهاية حقبة لزعيم كان يتمتع بشعبية هائلة في الماضي، لكنه واجه مؤخرًا تحديات لا هوادة فيها لزعامته.

تأكيد الاستقالة وتعليق البرلمان

أكد ترودو أنه سيبقى في منصبه حتى ينتخب الحزب الليبرالي خليفته، وعلاوة على ذلك، دعا إلى تعليق البرلمان الكندي حتى 24 مارس، مما يعني فعليًا وقف جميع الأنشطة التشريعية.

وستوفر هذه الخطوة الإجرائية للحزب مهلة مؤقتة ولكنها ستؤخر أيضًا معالجة القضايا الملحة، مثل ارتفاع تكاليف المعيشة والقدرة على تحمل تكاليف الإسكان.

زعيم يكافح

على الرغم من استقالته، يحافظ ترودو على التزامه بالكنديين، حيث صرح قائلاً: “أنا مقاتل” وأكد أن قراراته مدفوعة دائمًا بأفضل مصالح الأمة، ومع ذلك، فقد تم التشكيك في زعامته بشكل متزايد، حيث اتهمه المنتقدون بسوء الإدارة السياسية خلال فترة الأزمة الوطنية.

انخفضت معدلات موافقة ترودو إلى 22٪ اعتبارًا من ديسمبر 2024، وهو تناقض صارخ مع 65٪ التي تمتع بها في ديسمبر 2016.

وقد تلقت شعبيته ضربة كبيرة بعد الاضطرابات الداخلية في الحزب خلال موسم الأعياد، والتي أطلق عليها “ثورة عيد الميلاد”.

شملت التداعيات استقالة وزيرة المالية كريستيا فريلاند، التي انتقدت ترودو لإعطاء الأولوية للمظهر السياسي على القرارات السياسية الجوهرية.

اقرأ أيضا.. سعي ترامب لتحقيق السلام في أوكرانيا سيكون نهاية للناتو

عدم اليقين الانتخابي لليبراليين

استقالة ترودو تضع الحزب الليبرالي في موقف محفوف بالمخاطر قبل الانتخابات العامة الإلزامية هذا العام، لقد نجا الحزب، الذي يتخلف بالفعل عن حزب المحافظين المعارض في استطلاعات الرأي، بصعوبة من ثلاث تصويتات بحجب الثقة في البرلمان في أواخر العام الماضي.

ويواجه خليفة ترودو مهمة شاقة تتمثل في إحياء الثقة العامة وتعزيز دعم الحزب في غضون فترة زمنية محدودة.

ردود الفعل العنيفة من الجمهور واللحظات الفيروسية

لقد عكست التحديات الشخصية التي يواجهها ترودو أيضًا صراعاته السياسية، خلال عطلة التزلج في رأس السنة الجديدة في كولومبيا البريطانية، قاطعته امرأة، وطالبته “بالخروج من المنطقة”.

وقد سلط التفاعل، الذي تم مشاركته على نطاق واسع عبر الإنترنت، الضوء على السخط العام المتزايد من قيادته.

أمة في انحدار؟

تأتي استقالة ترودو في أعقاب اتهامات برئاسة بلد في انحدار. ويشير المنتقدون إلى ارتفاع تكاليف الإسكان، وارتفاع التضخم، وعدم القدرة على معالجة التفاوتات الاقتصادية.

وقد اشتدت الدعوات إلى استقالته بعد محاولته خفض رتبة وزيرة المالية فريلاند، وهو عمل يُنظر إليه على أنه جهد لتعزيز السلطة بدلاً من معالجة الخلافات السياسية.

وداع صعب

مع استعداد ترودو لمغادرة 24 Sussex Drive، فإن استقالته تمثل نهاية فترة قيادية دامت ما يقرب من عقد من الزمان، يُنظر إلى رحيله على أنه استجابة للمعارضة الداخلية للحزب واعترافًا بتحول المشاعر العامة.

في حين أن استقالة ترودو قد تهدئ مؤقتًا التوترات السياسية داخل الحزب الليبرالي، إلا أنها تترك البلاد عند مفترق طرق، مع بقاء التحديات الاقتصادية والاجتماعية الكبيرة دون حل.