مايان السيد تُبدع في تجسيد شخصية مصابة بمتلازمة توريت في بضع ساعات في يوم ما، ففي عالم السينما، تعد تجسيد الشخصيات المعقدة والمليئة بالتحديات واحدة من أبرز الأدوار التي يواجهها الفنانون.
وقد نجحت الفنانة مايان السيد في تقديم واحدة من أصعب هذه الشخصيات في فيلمها الجديد “بضع ساعات في يوم ما”، الذي تصدر شباك التذاكر في السينما في الفترة الأخيرة، إذ قامت مايان السيد بتجسيد شخصية فتاة تُعاني من “متلازمة توريت”، مما منح الفيلم بعدًا إنسانيًا عميقًا جذب انتباه الجمهور.
مايان السيد تُبدع في تجسيد شخصية مصابة بمتلازمة توريت في بضع ساعات في يوم ما
وجسدت الفنانة مايان السيد في فيلم بضع ساعات في يوم ما شخصية “ريم”، التي تعاني من متلازمة توريت بدرجة شديدة، المتلازمة هي اضطراب عصبي غير مؤلم يؤدي إلى حدوث حركات وأصوات لاإرادية ومفاجئة، ويصيب الشخص في معظم الأحيان منذ الطفولة أو المراهقة.
وقد تم تصوير شخصية ريم على أنها تعيش في بيئة مليئة بالضغوط النفسية جراء الاعتداءات التي تتعرض لها من زوج والدتها، ما يساهم في تفاقم حالتها ويزيد من تعقيد تصوير الشخصية على الشاشة.
وقد أشادت العديد من وسائل الإعلام والجمهور بشكل خاص بأداء مايان السيد في هذا الدور، واعتبروه واحدًا من أبرز الأدوار التي قدمتها طوال مسيرتها الفنية.
وهذا الأداء المتميز لم يكن محض صدفة، بل جاء بعد تحضير مكثف من قبل الفنانة، حيث قامت بدراسة المتلازمة بشكل دقيق، مشاهدة أفلام وثائقية، والتواصل مع حالات حقيقية تعاني من نفس المرض.
ما هي متلازمة توريت؟
ولتسليط الضوء على هذا الموضوع من الناحية النفسية، تحدث الخبير النفسي حمدي أبو سنة في تصريحات خاصة لـ«الحرية»، حيث قدم شرحًا مفصلاً عن متلازمة توريت، وذكر أن “متلازمة توريت هي اضطراب عصبي غير مؤلم يتسبب في حدوث حركات لاإرادية وصوتية متكررة تُسمى التشنجات أو الطقوس”.
وأضاف أن الأعراض تبدأ عادة في مرحلة الطفولة أو المراهقة، وتتميز بظهور حركات أو أصوات يصعب التحكم فيها.
وتابع أبو سنة قائلاً إن الأعراض تتفاوت من شخص لآخر، فقد تشمل حركات لاإرادية مثل غمزة العين، التواء الرأس، أو تحريك اليدين أو الساقين بشكل مفاجئ.
كما قد تشمل الأصوات اللاإرادية مثل السعال، التصفير، أو حتى تكرار كلمات وعبارات معينة. في بعض الحالات المتقدمة، يمكن أن تتضمن الأعراض “الكوبروفاليا”، وهو نطق كلمات أو عبارات غير لائقة أو مسيئة.
وأوضح أن الأعراض قد تتحسن مع التقدم في السن لدى بعض الأشخاص، بينما تستمر أو تزداد حدتها لدى آخرين، لذلك، يجب فهم أن كل حالة تختلف عن الأخرى.
كيفية التعامل مع متلازمة توريت
وأشار أبو سنة إلى أن التعامل مع مرضى متلازمة توريت يتطلب تقديم دعم نفسي وتوجيه مناسب، وذكر أن “الأشخاص المصابين بهذه المتلازمة يحتاجون إلى دعم عاطفي قوي لفهم أعراضهم والتعامل معها بطريقة صحيحة”، وأضاف أن توعية الأسرة والأصدقاء حول المرض مهم جداً، لأن ذلك يسهم في تقبل الأعراض والتقليل من تأثيراتها النفسية.
وتابع أنه يمكن لبعض الأشخاص الذين يعانون من متلازمة توريت تعلم تقنيات تساعدهم على تقليل حدة التشنجات، مثل التركيز على نشاط معين لتوجيه انتباههم بعيداً عن الأعراض.
علاج متلازمة توريت
وفيما يتعلق بالعلاج، أشار أبو سنة إلى أن هناك عدة طرق للتعامل مع متلازمة توريت، أولاً، العلاج السلوكي المعرفي (CBT) يمكن أن يساعد في تغيير الأنماط السلوكية، وتوفير استراتيجيات للتعامل مع التشنجات.
كما قد يتم استخدام بعض الأدوية مثل مضادات الدوبامين للتحكم في الحركات أو الأصوات المفرطة، بالإضافة إلى مضادات الاكتئاب التي قد تكون مفيدة في بعض الحالات التي يعاني فيها الشخص من أعراض مشابهة للاكتئاب أو القلق.
وفي الحالات الشديدة التي لا تستجيب للعلاج الدوائي، يمكن أن يلجأ الأطباء إلى إجراءات جراحية مثل التحفيز العميق للدماغ، وهو علاج فعال لبعض الحالات التي لم تنجح معها العلاجات الأخرى، كما أن العلاج الطبيعي والمهني قد يساعد في تحسين التنسيق الحركي وزيادة جودة الحياة.
التحديات النفسية والضغوطات على الشخص المصاب
تتزايد أهمية تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمرضى الذين يعانون من متلازمة توريت، خاصة أن الظروف النفسية قد تؤثر بشكل كبير على الأعراض، وعلى سبيل المثال، في فيلم “بضع ساعات في يوم ما”، يتضح كيف أن شخصية ريم، التي تعيش في بيئة مليئة بالضغوط بسبب الاعتداءات من زوج والدتها، قد ازدادت حالتها سوءًا بسبب تلك العوامل النفسية السلبية.
وقد أضاف أبو سنة في هذا السياق قائلاً: “من المهم أن يتجنب المصاب بتوريت أي نوع من الضغط النفسي، لأن ذلك قد يزيد من حدة التشنجات”، وأكد على ضرورة ممارسة التمارين الرياضية كوسيلة فعالة لتقليل التوتر، مما يساعد في تخفيف الأعراض.
التوعية وتغيير النظرة المجتمعية
وتجسد شخصية ريم في فيلم بضع ساعات في يوم ما أهمية التوعية بمثل هذه الحالات النفسية العصبية مثل متلازمة توريت، وتغيير النظرة المجتمعية حول المصابين بها، فالتوعية لا تقتصر فقط على المعلومات الطبية، بل تشمل أيضًا الفهم الإنساني والتعاطف مع المرضى، مما يعزز من تقبلهم في المجتمع.
من خلال تجسيد مايان السيد لشخصية مصابة بتوريت، يساهم الفيلم في فتح باب الحوار حول هذا المرض العصبي، ويساعد في تسليط الضوء على تحديات هؤلاء الأشخاص في مواجهة المجتمع والمشاكل النفسية التي قد يعانون منها، إن فهم المرضى وطرق التعامل معهم بصورة أفضل يمكن أن يعزز من جودة حياتهم، ويقلل من العوائق التي قد يواجهونها في حياتهم اليومية.
وفي النهاية، تبقى السينما بمثابة مرآة تعكس الواقع وتساهم في نشر الوعي المجتمعي حول قضايا حياتية ونفسية، مثل متلازمة توريت، مما يسهم في تعزيز التفاهم والاحترام لحقوق الأفراد المصابين بهذا المرض.
إيرادات فيلم بضع ساعات في يوم ما
حقق فيلم بضع ساعات في يوم ما نجاحًا كبيرًا على مستوى الإيرادات، حيث حقق يوم الثلاثاء الذي تزامن مع إجازة عيد الميلاد المجيد إيرادات تقدر بحوالي مليون و62 ألف جنيه، من خلال بيع 8387 تذكرة، وبذلك ارتفعت إيرادات الفيلم الإجمالية بعد مرور 14 يوم عرض إلى 18 مليونًا و133 ألف جنيه، ليحتل المركز الرابع في شباك التذاكر.
قصة فيلم بضع ساعات في يوم ما
وتدور أحداث فيلم بضع ساعات في يوم ما حول مجموعة من قصص الحب المتنوعة التي تعكس اختلاف العلاقات بين الأفراد من مختلف الطبقات الاجتماعية، وتسجل تباين المشاعر في الأوقات الصعبة وكذلك في لحظات الرومانسية والخلافات بين الأزواج والمخطوبين.
ومن خلال الإعلان التشويقي للفيلم، نرى كيف تبدأ قصة حب بين هنا الزاهد وهشام ماجد بعد لقاء عابر في الطريق، بينما يظهر أحمد السعدني ومي عمر وهما يحتفلان بذكرى زواجهما، بالإضافة إلى شخصية مايان السيد التي تتعرض لحادث وتظل في المستشفى برفقة حبيبها، مع وجود المزيد من قصص الحب الأخرى، كما يكتشف الجمهور الأسطورة المرتبطة بـ”الـ8 ساعات” التي تكشفها أحداث الفيلم.
أبطال فيلم بضع ساعات في يوم ما
وشارك في بطولة الفيلم مجموعة من النجوم البارزين مثل هشام ماجد، هنا الزاهد، مي عمر، أسماء جلال، محمد الشرنوبي، مايان السيد، خالد أنور، ومحمد سلام، إلى جانب مجموعة أخرى من الفنانين، والفيلم من إخراج عثمان أبو لبن ومن إنتاج شركة السبكي.
تعليقات