واصل المغاربة سنة 2024 تقديم شكاواهم ضد المؤسسات والمقاولات والإدارات العمومية، اعتمادا على الوسائل الإلكترونية المتاحة، إذ كشفت إحصائيات محيّنة وفرتها البوابة الوطنية للشكايات (شكاية.ما) التقدم بواقع 177 ألفا و511 شكاية.
وكشفت المعطيات التي تهم حوالي 1743 إدارة منخرطة ضمن البوابة ذاتها أن نسبة معالجة الشكايات وصلت إلى 70,44 بالمائة، في حين بلغت نسبة الرضا عن معالجة هذه الشكايات 61,16 في المائة. أما عدد الشكايات التي أعيد فتحها وفق المصدر نفسه فبلغ 13 ألفا و811 شكاية، بينما استقر متوسط عدد الأيام المستغرق لمعالجة هذه الشكايات في 19 يوما.
وظلت المؤسسات والمقاولات العمومية في صدارة الجهات التي تهمها هذه الشكايات بواقع 112 ألفا و938 شكاية، تليها الوزارات والمندوبيات السامية بواقع 47 ألفا و606 شكايات؛ في حين تهم حوالي 16 ألفا و967 شكايةً من هذه الشكايات الجماعات الترابية.
وتظهر المعطيات ذاتها أن المغاربة تقدموا، على مستوى البوابة ذاتها، في يناير 2024 لوحده بواقع 17 ألفا و654 شكاية، وبحوالي 16 ألفا و598 شكاية في فبراير، وهو الرقم الذي تراجع إلى 14 ألفا و877 شكاية في أبريل من السنة نفسها.
وبمطالعة مسار الشكايات على مستوى البوابة الوطنية المحدثة خصيصا لهذا الغرض فإن عدد الشكايات المتقدم بها أخذ في الارتفاع مع مطلع شهر ماي الماضي، حيث جرى التوصل بحوالي 16 ألفا و350 شكاية، بينما سجل أدنى معدل في فترة الصيف، وتحديدا في شهريْ غشت وشتنبر، إذ لم تتعد الشكايات المتقدم بها وقتها حاجز 12 ألفا في كل شهر.
وفي سياق متصل جرى التقدم في أكتوبر الأخير بحوالي 14 ألفا و584 شكاية على مستوى البوابة الوطنية سالفة الإشارة، وهو الرقم الذي تراجع إلى 13 ألفا و974، قبل أن يعرف الانتعاشة من جديد في شهر دجنبر الماضي بعدما وصل إلى 16 ألفا و191 شكاية.
وتوضح المعلومات التفصيلية التي تتضمنها البوابة الوطنية للشكايات أن المغاربة تقدموا بما يصل إلى 83 ألفا و926 شكاية سنة 2018، وهو الرقم الذي ارتفع في سنة 2019 ببلوغه 107 آلاف و50 شكاية، قبل أن يحطم الرقم القياسي سنة 2020 بعدما بلغ 658 ألفا و171 شكاية.
واختار المغاربة كذلك التقدم سنة 2021 بإجمالي 176 ألفا و266 شكاية، وهو الرقم نفسه تقريبا المسجل سنة 2022، بينما ارتفع سنة 2023 بما يصل إلى 186 ألفا و40 شكاية، ليتراجع بحوالي 9 آلاف شكاية سنة 2024. وتم خلال الأيام التسعة الأولى من سنة 2025 التقدم الكترونيا بحوالي 4458 شكاية.
ووفق المعطيات ذاتها فإنه منذ سنة 2018 تقدم المغاربة بأزيد من مليون و569 شكاية تجاه 1743 إدارة منخرطة ضمن البوابة الوطنية للشكايات (شكاية.ما)، جرت معالجة حوالي مليون و321 ألفا منها، بما حقق 84,2 في المائة كنسبة معالجة، و54,96 بالمائة كنسبة رضا عن عملية المعالجة.
تجدر الإشارة إلى أن إنجاز البوابة سالفة الذكر يأتي “استجابة للتوجيهات الملكية ومضامين الدستور والبرنامج الحكومي (سابقا)، وذلك بغرض استقبال شكايات وتظلمات المواطنين وتأمين تتبعها والإجابة عن رسائلهم وتقديم حلول لمشاكلهم، وكذا تلقي ملاحظاتهم واقتراحاتهم بهذا الصدد”.
وكان الملك محمد السادس أكد ضمن خطابه بمناسبة افتتاح أشغال البرلمان في أكتوبر 2016 أنه “من غير المقبول ألا تجيب الإدارة عن شكايات وتساؤلات الناس، وكأن المواطن لا يساوي شيئا، أو أنه مجرد جزء بسيط من المنظر العام لفضاء الإدار؛ فبدون المواطن لن تكون هناك إدارة، ومن حقه أن يتلقى جوابا عن رسائله، وحلولا لمشاكله، المعروضة عليها؛ وهي ملزمة بأن تفسر الأشياء للناس وأن تبرر قراراتها التي يجب أن تتخذ بناء على القانون”.