“أنا حامل”.. كيف قتلت هند على يد زوجها بعد إعلانها الخبر السعيد؟

“أنا حامل”.. كيف قتلت هند على يد زوجها بعد إعلانها الخبر السعيد؟

كتب- فاطمة عادل:

بفارغ الصبر، كانت هند تجلس في شرفة المنزل، تترقب الطريق، منتظرة عودة زوجها. ما إن وصل البيت احتضنته بسعادة غامرة: “الحمد لله، أنا حامل”. غضب الزوج وعنفها وطالبها بضرورة إجهاض الجنين. تجمدت ابتسامة هند، وتحولت أحلام الأمومة إلى كابوس انتهى بإزهاق روحها على يد طارق.

في حلقة جديدة من “جرائم عش الزوجية” التي يتناولها “مصراوي” من واقع التحريات الرسمية والمصادر المختلفة، نروي تفاصيل مقتل سيدة على يد زوجها في 2024.

المتهم كان يعمل سائقًا، سبق له الزواج من سيدة أنجبا طفلين. أما المجني عليها، التي تصغره بثلاث سنوات، فهي الزوجة الثانية، وكانت محفظة قرآن.

بدأت مأساة هند عندما التقت طارق قبل سنتين، اجتذبه جمالها ووجهها الصبوح. اقترب منها مبديا رغبته في الزواج منها، لكنها رفضت عندما علمت أنه متزوج ولديه أسرة وأطفال. طارق، الذي اعتاد التظاهر بالسعادة والرضا، كان يخفي داخله رجلًا أنانيًا يلهث وراء راحته فقط. عندما أقنع هند بالزواج كذبًا مدعيًا أنه طلق زوجته الأولى، ويبحث عن سيدة تملأ عليه حياته. بعد تردد، وافقت هند وتزوجا وأقاما في شقة سكنية قريبة من مسكن والدة هند.

حياة طارق وهند كانت مليئة بالسعادة والمرح، لكن الأمور أخذت منحى آخر عندما حملت هند. فجأة، تحول الزوج المحب إلى شخص غاضب وقاسٍ، مطالبًا بإجهاض الجنين دون مبرر. رفضت هند بشدة، لكنها لم تكن تعلم أنها أثارت وحشًا مستترًا في داخله.

طارق خطط لإنهاء الأمر بطريقته الخاصة. دس مادة سامة في طعام هند، لكنها نجت بأعجوبة. لم يتوقف هنا، بل حاول تكرار فعلته مرات أخرى، لكن القدر كان دائمًا يحول دون نجاحه. ومع تزايد الضغوط المالية ورفض هند بيع ذهبها لتلبية طلباته، تصاعدت حدة الشجار بينهما.

مع تزايد الضغوط المالية، ترك طارق عمله وبدأ يطالب هند بالمال لسد احتياجاته. عندما رفضت مساعدته، تصاعدت حدة النزاع بينهما بعدما أصر على بيع ذهبها لتوفير المال. رفضت هند بعناد، مما أشعل شجارًا حادًا بينهما.

في إحدى الليالي، وأثناء شجارهما، حاولت هند الهرب إلى الحمام. فقد طارق أعصابه واستل “يد الهون” وانقض على زوجته ضربًا، أرداها قتيلة في الحال. ساد الصمت في عش الزوجية. الزوجة مدرجة في الحمام ودماؤها تسيل على البلاط. الزوج أغلق الباب، ثم هاتَفَ والدة زوجته قائلاً: “شوفي بنتك فين.. بتصل عليها مبتردش”، ثم أغلق المسكن وفر هاربًا.

تبين من التحريات أنه حاول التخلص منها عن طريق وضع مادة سامة لها في الطعام، فنقلت إلى المستشفى وخضعت للعلاج. وفي المرة الثانية، قام الزوج بحقن الطعام بمادة سامة، وعندما تناولت الزوجة الطعام أصابتها حالة من الغثيان، وتم نقلها إلى المستشفى مرة أخرى.

أوضحت التحريات أن المجني عليها كانت تعمل محفظة قرآن بأحد المساجد بمنطقة عين شمس، حتى وقع شجار بينها وبين زوجها عندما اتهمته بسرقة مشغولاتها الذهبية وأموالها. ولذلك قرر المتهم إنهاء حياة الزوجة كي لا يفتضح أمره. بعد مرور الوقت، تلقت والدة المجني عليها اتصالًا من زوج ابنتها، يطلب منها الاطمئنان على ابنتها. وعندما صعدت، وجدتها ملقاة في دورة المياه على الأرض غارقة في دمائها.

أشارت التحريات إلى أن رجال المباحث فرغوا كاميرات المراقبة، وظهر في الفيديوهات صعود الزوج قبل يوم الجريمة وبحوزته شنطة سوداء، وغادر محل سكنه في الصباح الباكر، وتبدو عليه علامات القلق والخوف، وكان يلتفت يمينًا ويسارًا كي لا يراه أحد.

خريج كلية الإعلام جامعة القاهرة عام 2010، متخصص في الصحافة الثقافية والاجتماعية، شغوف برصد القصص الملهمة وتسليط الضوء على نجاحات الأفراد والمجتمعات.