كتب: محمد مرزوق
قالت قناة القاهرة الإخبارية إن إسرائيل أعلنت عن توافق تاريخي حول كافة تفاصيل صفقة التبادل مع حركة حماس، بينما يترقب العالم رد الحركة الذي سيحدد ملامح المرحلة القادمة في واحدة من أعقد المعادلات السياسية والأمنية في المنطقة.
تفاصيل الصفقة.. خارطة الطريق للمرحلة الأولى
وأضافت القناة أنه بحسب ما أوردته تقارير إعلامية متعددة، نقلًا عن مصادر إسرائيلية رفيعة المستوى، فإن الصفقة المزمع إتمامها تتضمن إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين في المرحلة الأولى، مقابل الإفراج عن عدد من الجنود الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس منذ سنوات.
وأفادت بأن القناة “12” الإسرائيلية أكدت في خبر عاجل أن الوساطة القطرية والمصرية، إلى جانب ضمانات أمريكية غير مسبوقة، ساهمت في تجاوز العقبات التي كانت تعرقل المفاوضات طيلة الأشهر الماضية.
وأوضحت قناة القاهرة الإخبارية أن بنود الاتفاق الأولية تشمل:
الإفراج عن 400 أسير فلسطيني.
تقديم حماس قائمة بأسماء الأسرى الأحياء لدى كتائب القسام.
استثناء أسماء بارزة، مثل مروان البرغوثي وأحمد سعدات وقادة الصف الأول من كتائب القسام من المرحلة الأولى.
التزام الطرفين بمواصلة التفاوض تحت إشراف مباشر من الأمم المتحدة لضمان تنفيذ الشروط المتفق عليها.
حماس تتريث.. رد رسمي مرتقب في الساعات القادمة
وبينت أن حركة حماس أكدت عبر مصدر مقرب من المكتب السياسي للحركة أن الرد على المقترحات الإسرائيلية قد يُعلن خلال ساعات.
وتابعت أن المصدر في تصريحات خاصة لوكالة “رويترز” أكد أن الحركة متمسكة بمطالبها المتعلقة بإنهاء العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة ورفع الحصار، إلا أن الوساطة الأمريكية وضعت ضمانات وصفتها بـ”المطمئنة”، مما قد يفتح الباب أمام حل تاريخي.
وأوضخت القناة أن الدكتور محمود خلوف، الباحث السياسي وأستاذ العلاقات الدولية، وصف الصفقة بأنها “اختراق دبلوماسي نوعي”، معتبرًا أن قبول حماس بإرجاء القضايا الشائكة للمرحلة الثانية هو “تنازل ذكي يهدف لكسب الوقت وضمان تحقيق إنجاز إنساني وسياسي في الوقت ذاته”.
ضمانات أمريكية.. هل تغيّر واشنطن قواعد اللعبة؟
وتابعت أن تقارير إعلامية، أبرزها تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز”، أشارت إلى أن الإدارة الأمريكية لعبت دورًا محوريًا في تقريب وجهات النظر بين الجانبين.
وأضافت القناة أن التقرير أوضح أن الرئيس الأمريكي جو بايدن شخصيًا أوعز لفريق مستشاريه بضرورة إنهاء الملف قبل تصاعد الأزمة بشكل قد يخرج عن السيطرة.
وأكدت القناة أن تفاصيل الضمانات الأمريكية تشمل:
تعهد واشطن بمتابعة تنفيذ الصفقة والتدخل الفوري في حال حدوث أي خروقات.
التزام أمريكا بتقديم حزمة مساعدات إنسانية عاجلة لقطاع غزة فور تنفيذ المرحلة الأولى.
استعداد واشنطن لاستضافة محادثات المرحلة الثانية إذا لزم الأمر.
ردود الفعل الدولية.. دعم مشروط وترقب حذر
وأشارت قناة القاهرة الإخبارية إلى أنه على الصعيد الدولي لقيت التطورات ترحيبًا واسعًا، حيث أكدت الأمم المتحدة في بيان رسمي أن “إتمام هذه الصفقة سيمثل خطوة مهمة نحو تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني”. ومن جهتها رحبت قطر ومصر بالاتفاق، وأعربتا عن أملهما في أن يشكل بداية لحل سياسي أوسع.
وفي المقابل حذرت قوى إسرائيلية معارضة، أبرزها حزب “الليكود”، من أن تقديم تنازلات كبيرة قد يُضعف الموقف الأمني لإسرائيل، ودعت الحكومة لمزيد من الشفافية حول شروط الصفقة.
بين الأمل والتحدي
وواصلت أنه بينما ينتظر العالم رد حركة حماس النهائي، يبقى التساؤل الأكبر قائمًا: هل تنجح هذه الصفقة في كسر الجمود وإطلاق مسار جديد نحو التهدئة، أم أنها مجرد حلقة أخرى في مسلسل الصراع الممتد؟
وأجابت بقولها: ما هو مؤكد أن الأيام القادمة ستشهد تطورات حاسمة، قد تحمل معها بارقة أمل لملايين الفلسطينيين والإسرائيليين الذين أنهكتهم سنوات طويلة من المعاناة والصراع.
تعليقات