Categories: مصر

آيةٌ توقظ العقول لتدرك عجز الإنسان وحاجته إلى ربّه.. خطيب المسجد النبوي يكشفها

أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ عبدالباري الثبيتي المسلمين بتقوى الله فهي سبيل النجاة وزاد المؤمنين، وبها رفع أهل الطاعة إلى مراتب المتقين.

وقال الشيخ الثبيتي في خطبة الجمعة: إن قول الله تعالى ( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ ) هي آية تختصر مسار الحياة في كلمات بليغة ومعان عميقة، ترسم صورة لمراحل خلق الإنسان. تبدأ بضعف الطفولة تعلو بالقوة، ثم تعود إلى ضعف يزينه الشيب. آية توقظ العقول لتدرك عجز الإنسان، وتلامس القلوب لتظهر حاجته الدائمة إلى ربه .

وأضاف أن هذه الآية هي دعوة للتفكر في أطوار الخلق، وفي تقلب الأحوال بين القوة والضعف، وفي قدرة الله المطلقة التي تدبر هذا المسار بحكمة وإتقان. كل شيء بيده، منه المبتدأ وإليه المنتهى. تأكيدًا على أنه يجب على المسلم أن يعظم شعائر الله في كل وقت وحين، ويزداد التعظيم لحرمات الله في هذه الأشهر الحرم، بترك المحرمات وتجنب المنهيات، والمسارعة إلى فعل الخيرات، والمسابقة إلى الصالحات، بشرط البعد عن المبتدعات، والمجانبة لاختراع المحدثات.

وأوضح إمام وخطيب المسجد النبوي أن الطفولة هي الصفحة الأولى في كتاب الحياة، تبدأ ببراءة ناصعة وضعف يحفه لطف الله ورحمته. طفل صغير لا يملك من أمره شيئًا، أودع الله في قلوب منحوله حبًا وحنانًا، وأحاطه بأيد ترعاه وتخفف عنه ضعفه ، مشيرًا إلى أن هذه الآية مشهد مهيب يبين عظمة التدبير الإلهي، إذ يحفظ الله هذا الطفل الضعيف، ويمنحه العون من حيث لا يدري.

وبين خطيب المسجد النبوي مراحل نمو الإنسان من خروجه ظلمات بطن أمه لا علم له ولا قدرة، في عجز تام جهل مطبق. ثم فتح الله له أبواب العلم، ووهب له السمع والبصر والفؤاد لينهل بها من معين التعلم والمعرفة. مشيرًا إلى أن كل ما اكتسبه الإنسان من علم أو قوة هو هبة من الله وعطاء من كرمه. قال تعالى ( وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۙ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) .

ونوه أن هذه الآية تغرس في القلوب أدب العبودية، وتزرع في النفوس تواضع المخبتين ، فلا يطغى الإنسان بعلمه، ولا يغتر بقوته.

وبين أن على الإنسان أن يدرك أن كل ذرة من قوته وكل حركة في جسده هي نعمة تستوجب شكرًادائمًا وخضوعًا كاملًا. فالعبد، مهما علا شأنه، يظل فقيرًا إلى ربه، محتاجًا إلى فضله في كل لحظة حياته كلها هبة من الله، تستحق الحمد في كل حين. فما أعظم غنى الله، وما أبلغ فقر العبد بين يديه.

ابراهيم الابيض

خريج كلية الإعلام جامعة القاهرة عام 2010، متخصص في الصحافة الثقافية والاجتماعية، شغوف برصد القصص الملهمة وتسليط الضوء على نجاحات الأفراد والمجتمعات.

Recent Posts

شاهد .. هدفا مواجهة النصر والتعاون بالدورى السعودى

سقط فريق النصر في فخ التعادل مع التعاون بهدف لمثله فى المواجهة التي جمعت بينهما…

3 دقائق ago

وزارة الحج والعمرة تعلن عن تعديل مدة تأشيرة العمرة الجديدة

أعلنت وزارة الحج والعمرة عن تعديل مدة تأشيرة العمرة الجديدة لعام 1446 وخاصة بعد القرارات…

4 دقائق ago

ميزة تحويل نقاط قطاف إلى فلوس في السعودية .. الطريقة والشروط

أطلقت شركة إي تي سي العديد من الخدمات المميزة في المملكة العربية السعودية، ومنها خدمة…

6 دقائق ago

مدرب ميلان يعلن غياب نجمه عن قمة يوفنتوس

قال سيرجيو كونسيساو، المدير الفني لفريق ميلان الإيطالي، إن كريستيان بوليسيتش جناح الفريق لن يكون…

7 دقائق ago

“الاصلاح والتنمية”.. ندوة لصلاح هاشم بالجمعية العالمية لأساتذة الجامعات

"الاصلاح والتنمية".. ندوة لصلاح هاشم بالجمعية العالمية لأساتذة الجامعات

9 دقائق ago

من هو بلال عطية موهبة الأهلي الذي طلبه برشلونة؟

من هو بلال عطية موهبة الأهلي الذي طلبه برشلونة؟

10 دقائق ago