بعد واقعة مدرسة التجمع.. استشاري نفسي لـ«الحرية»: غياب التربية السليمة سبب رئيسي للعنف بين الطلاب

بعد واقعة مدرسة التجمع.. استشاري نفسي لـ«الحرية»: غياب التربية السليمة سبب رئيسي للعنف بين الطلاب

شهدت مواقع التواصل الاجتماعي حالة من الاستياء والغضب، بسبب ما حدث في مدرسة التجمع الخامس من تعدي طالبتين على طالبة أصغر منهما في السن لفظيًا وجسديًا.

وتسببت تلك الواقعة في حالة من الغضب العارم بين رواد مواقع التواصل، الذين أرجأوا سبب صدرو هذا الفعل من الطالبتين إلى الأمراض النفسية، أو سوء التربية.

استشاري نفسي: التربية الأسَرية تؤثر بشكل مباشر على سلوك الأطفال والعنف المدرسي

وأكد الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، أن أُولى الأسباب التي تقف وراء هذه الحادثة تعود إلى التربية المنزلية، مشيرًا إلى أن سوء الأخلاق وانعدام التربية هي العوامل الأساسية التي ساهمت في ظهور هذا السلوك العنيف.

وأوضح هندي، أن غياب النموذج الجيد داخل الأسرة، بالإضافة إلى تخلي الزوجين عن أداء دورهما التربوي في تشكيل شخصية الأبناء، يؤثر بشكل كبير على سلوكيات الأطفال، مما يؤدي إلى وقوع مثل هذه الحوادث المؤلمة.

وأشار استشاري الصحة النفسية، إلى أن بعض الأسر تركز على توفير احتياجات مادية لأبنائها مثل “مدارس لغات وملابس ماركات فاخرة”، بينما تغفل عن بناء الشخصية الحقيقية للأطفال وتغرس القيم الإنسانية.

وأضاف: “الأسرة التي لا تهتم بتربية الأبناء بشكل حقيقي ولا تقيم علاقة مباشرة معهم، تساهم في تشكيل شخصيات غير ناضجة من الناحية الأخلاقية والنفسية”.

ولفت هندي، إلى تأثير السوشيال ميديا على تكوين شخصية الأطفال والشباب في جيل ما بعد عام 1990، موضحًا أنهم نشأوا في بيئة تؤثر عليهم الألعاب الإلكترونية ومشاهد العنف والقتل التي يشاهدونها يوميًا.

وأكد أن هذا الجيل يتعرض لمؤثرات سلبية بشكل متزايد عبر الإنترنت، مما يساهم في تشويه نفسياتهم وتعزيز خبرات العنف في عقولهم.

وأشار إلى أن المدرسة “هي الأخرى تتحمل مسؤولية في غياب الإشراف والتدخل الفوري في مثل هذه الحوادث”، مؤكدًا أن وجود كاميرات مراقبة وحارس أمن في المدارس يجب أن يكون أمرًا ضروريًا لمتابعة سلوكيات الطلاب ومنع وقوع مثل هذه الأحداث.

هندي: الضحية والمعتدية بحاجة لإعادة تأهيل نفسي بعد حادثة التجمع

ودعا الدكتور هندي، إلى ضرورة إعادة تأهيل الطلاب المتورطين في الحادثة، سواء المعتدين أو الضحية، قائلًا: “هذه الطالبة المعتدية تحتاج إلى إعادة تأهيل نفسي لتعديل سلوكياتها وتعزيز القيم الحميدة في شخصيتها”.

وأضاف: “من ناحية أخرى، الضحية أيضًا تحتاج إلى علاج نفسي لمساعدتها في التكيف مع المجتمع بعد تعرضها لهذا العنف”.

وأكد هندي، أن التحقيق القانوني يجب أن يسير في طريقه وأن يُعاقب الأطفال المعتدون بأشد العقوبات، وفقًا لما يستحقونه من جراء أفعالهم الإجرامية، مشددًا على أهمية أن يكون العقاب هدف التأهيل النفسي وليس مجرد الانتقام.

وشدد على ضرورة تحمل المدرسة لمسؤوليتها أيضًا، قائلاً: “مدرسة مثل هذه يجب أن تعاقب على غياب الإشراف وعدم التدخل الفوري في الحادثة، فمن غير المقبول أن يحدث هذا النوع من العنف في بيئة تعليمية دون أن يكون هناك تدخل من الإدارة أو المعلمين”.

وأعرب الدكتور وليد هندي، عن أسفه لما آلت إليه الأمور، مؤكدًا أن المشكلة تتطلب تحركًا عاجلًا من جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الأسرة والمدرسة والمجتمع ككل، وطالب بضرورة توفير بيئة آمنة وصحية داخل المدارس، تُعنى بتشكيل شخصيات الطلاب على قيم الاحترام والمساواة.

وفي ختام حديثه، أوضح هندي، أن هذه الواقعة ليست مجرد حادثة عابرة، بل هي مؤشر خطير على زيادة ظاهرة العنف المدرسي التي تحتاج إلى معالجة جذرية، في إطار استراتيجية شاملة تهدف إلى بناء جيل واعٍ قادر على التفاعل بإيجابية مع محيطه، بعيدًا عن العنف والتخريب.


اقرأ أيضًا: اعتداء وحشي على طالبة بـ مدرسة كابيتال يهز الأوساط التعليمية.. ومطالبات واسعة بمحاسبة المسؤولين| القصة كاملة

. .2jbc

خريج كلية الإعلام جامعة الإسكندرية عام 2012، متخصص في الصحافة التقنية والترفيهية، شغوف بمتابعة أحدث الابتكارات وقصص الإبداع في عالم التكنولوجيا والفنون.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *