ودّع العالم العربي الفنانة فاتن حمامة أيقونة السينما المصرية وأسطورتها الخالدة في يوم 17 يناير 2015 ، التي تركت إرثًا فنيًا لا يزال ينبض بالحياة في قلوب محبيها.
على مدار عقود صنعت فاتن حمامة لنفسها مكانة فريدة مميزة كأهم نجمات الشاشة المصرية، مقدمة أعمالاً كانت شاهدة على تطور الفن والسينما في العالم العربي.
فاتن حمامة موهبة فذة منذ الصغر
وُلدت فاتن حمامة في 27 مايو 1931 بمدينة المنصورة، بمحافظة الدقهلية، لكنها سرعان ما انتقلت إلى القاهرة مع أسرتها.
لم يكن دخولها عالم الفن وليد الصدفة، فقد شاركت في مسابقة للأطفال بعمر صغير، ما مهد الطريق أمامها لتشارك في فيلم “يوم سعيد” (1940) مع الموسيقار محمد عبد الوهاب، حيث أبهرت الجميع ببراءتها وأدائها التلقائي.
هذا الظهور المبكر كان البداية لمشوار طويل مليء بالإبداع والنجاح.
مسيرة سينمائية مميزة
انطلقت مسيرة فاتن حمامة الحقيقية في الأربعينيات، عندما بدأت أدوار البطولة تتوالى عليها. خلال مشوارها الفني، قدمت ما يقارب 94 فيلمًا، برعت فيها بتقديم أدوار متنوعة بين الرومانسية، والاجتماعية، والتراجيدية.
تميزت أفلامها بمعالجتها للقضايا الاجتماعية والإنسانية العميقة، وكانت رمزًا لنضال المرأة وحقوقها.
أشهر أعمالها
“دعاء الكروان” (1959): مأخوذ عن رواية لطه حسين، يُعد أحد أبرز الأفلام التي ناقشت قضية المرأة في المجتمع الريفي.
“بين الأطلال” (1959) ونهر الحب (1960): حيث أثبتت أنها ملكة الرومانسية بتجسيدها قصص الحب الخالدة.
“أريد حلاً” (1975): فيلم أحدث نقلة اجتماعية، وساهم في تغيير قوانين الأحوال الشخصية بمصر.
“إمبراطورية ميم” (1972): عرض معاناة الأم العاملة التي تواجه تحديات أسرية ومجتمعية.
حياة شخصية تحت الأضواء
ارتبط اسم فاتن حمامة بالفنان العالمي عمر الشريف، الذي كان زوجها الثاني. شكّلا معًا ثنائيًا فنيًا مميزًا، وشاركا في أفلام عدة منها “صراع في الوادي” (1954).
رغم انفصالهما لاحقًا، ظل احترامهما المتبادل وقصة حبهما من أكثر الحكايات التي ألهمت الجماهير.
إرثها وتكريمها
نالت فاتن حمامة العديد من الجوائز والأوسمة، من أبرزها جائزة أفضل ممثلة في مهرجان كان.
كما اختارتها منظمة السينما العربية كواحدة من أعظم الشخصيات المؤثرة في تاريخ السينما.
في عام 2000، منحتها مصر “وسام الكمال”، تقديرًا لإسهاماتها الفنية.
الرحيل وذكرى خالدة
في 17 يناير 2015 توفيت فاتن حمامة عن عمر يناهز 83 عامًا، تاركة خلفها تاريخًا فنيًا منقطع النظير. برحيلها، فقدت السينما المصرية أحد أعمدتها التي ظلت شاهدة على تحوّلات الفن لعقود طويلة.
إرث لا يُمحى
بعد وفاتها ظل اسم فاتن حمامة حاضرًا في كل نقاش عن السينما العربية. أعمالها لا تزال تعرض في المهرجانات والمحافل الفنية، مما يجعلها نموذجًا يُحتذى به لجيل جديد من الفنانين.
في ذكرى وفاتها العاشرة تبقى فاتن حمامة أكثر من مجرد ممثلة.
هي رمز للمرأة المصرية التي استطاعت أن تكون صوتًا قويًا يعبّر عن أحلام وآلام مجتمعها، وعنوانًا للإبداع الفني الذي لا يشيخ.
تعليقات